الخميس، 31 ديسمبر 2009

واقع واتجاهات التطور العمراني لبلدة سيلة الحارثية (محافظة جنين)

تناولت هذه الدراسة بلدة سيلة الحارثية ـ محافظة جنين، وقد كان الهدف منها هو دراسة المشاكل العمرانية التي تعاني منها البلدة وما يتصل بها من عوامل اقتصادية واجتماعية وبيئية، ثم دراسة ما هو متوفر من إمكانيات وفرص تمكننا من التغلب على المشكلات وأسبابها، ومن ثم النهوض بالبلدة عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً. تكمن أهمية هذه الدراسة في الحاجة الملحة لدراسة الواقع الحالي للبلدة وتحديد اتجاهات التطور والتخطيط العمراني لها لمواكبة الزيادة الطبيعية في عدد السكان ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تواجهها، ومن أهمها المشاكل البيئية الناجمة عن سوء توزيع وتداخل استعمالات الأراضي، كما تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها للجانب الجمالي للبلدة، فهي تتناول موضوع توسعة الطرق وإزالة الأبنية المهجورة والمتداعية، وتنظيم البناء في مناطق التوسعة المقترحة بحيث تتمتع البلدة ومبانيها بمواصفات القوة والتنظيم والجمال. وقد كانت منهجية الدراسة مبنية على محاور ثلاث: 1ـ المحور الأول، وقد تناول الإطار النظري من خلال دراسة ومراجعة المفاهيم والأسس النظرية حول التطور والتخطيط العمراني للتجمعات السكانية. 2ـ المحور الثاني، وقد تناول دراسة الواقع الحالي والخصائص الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية لمنطقة الدراسة. 3ـ محور التحليل والتقييم، وقد تناول تحليل عناصر القوة والضعف والإمكانيات المتاحة وعناصر التهديد التي تواجهها عملية التطور والتخطيط العمراني للبلدة. ومن ثم تم وضع بعض الحلول والمقترحات التي تحدد اتجاهات التطور المستقبلي وتساهم في التغلب على المشاكل والصعوبات القائمة. وقد تمثل منهج البحث في المسح الميداني والعمراني الشامل للبلدة حيث تم التعرف من خلاله على المشاكل القائمة واستقصاء مكونات ومسببات هذه المشاكل، ودراسة وإحصاء الإمكانيات المتوفرة اللازمة لوضع الحلول؛ كالمساحة المتاحة للبناء وإمكانية توسيعها، وطبوغرافية الأرض ومدى ملاءمتها للمشاريع المختلفة، وكذلك الموارد المتوفرة بمختلف أنواعها ومدى إمكانية توظيفها للوصول إلى النتائج المتوخاة. وقد خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها: 1) ضيق المخطط الهيكلي للبلدة والحاجة الماسة لتوسعته لكي يكون بالإمكان القيام بأعمال التخطيط والتطوير بدون قيود يفرضها ضيق المساحة وعدم ملاءمة المكان. 2) يشكل غياب القانون عقبة حقيقية أمام أي عملية تخطيط أو تطوير، حتى لو توفرت الإمكانيات المادية والكوادر والكفاءات. 3) ينقص البلدة العديد من خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية. 4) تتمتع البلدة بالعديد من نقاط القوة والفرص والإمكانيات، إذا حسُن استغلالها فإنها تسهم في حل الكثير من المشاكل، وفي تجاوز العديد من عواقب وتبعات نقاط الضعف وعناصر التهديد. وبناءً على النتائج التي خلصت إليها الدراسة، فقد أوصت بالعديد من الأمور أهمها: 1) العمل مع الجهات المختصة على توسيع المخطط الهيكلي للبلدة لكي يتسنى التوسع بالبناء والخدمات والمرافق باطمئنان ودون الخوف من التهديد بالهدم، ولكي يكون التوسع منظماً لا يقيده النقص بالمساحة المتاحة. 2) إزالة الأبنية المهدمة الموجودة في جميع الحارات، وتحويل أماكنها إلى ساحات وملاعب ومناطق خضراء. 3) بناء المزيد من المدارس وغرف الصف لمواكبة الزيادة المستمرة في عدد التلاميذ. في حالة قيام المنطقة الصناعية على الأرض التي صادرتها سلطات الاحتلال، المطالبة بتركيب مداخن عالية الارتفاع فيها للحد ما أمكن من مخاطر التلوث الذي سينشأ عنها.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق